الاثنين، 26 مارس 2012

في مضمار التذوق الفني ..؟

     أثبتت العديد من الدراسات والبحوث العلمية أنه لا يمكن أن يتم التذوق الفني بمعزل عن الظاهرة الجمالية التي ولدت مع وجود الإنسان على الأرض , لأن الإحساس بالجمال والتفاعل معه سمه أودعها الله سبحانه وتعالى في الجنس البشري وخلق له في الكون جمالاً يتذوقه ليدرك عظمة وقدرة الخالق جل وعلا في خلقه ، والفن شكل من أشكال الجمال ابتدعه الإنسان مدفوعاً بإحساس الخبرة والمتعة منذ أن بدأ يرسم على جدران الكهوف , ليصبح كل ما أنتجه الإنسان من فن خبرات بشريه متراكمة عبر العصور ومن خلال الثقافات المختلفة , وقد تنوعت أهداف الفن تبعاً لفلسفة كل ثقافة وعصر فمنها أهداف تعبيرية لتوثيق الأحداث والخبرات الحياتية والعقائدية ، ومنها أهداف جمالية لتزيين محيط الإنسان وما يصنعه لنفسه من أدوات ، وتجهيزات , وملبس ، ومسكن .

      ويشير كثير من الباحثين إلى أن طبيعة الفن المتغيرة من عصر إلى آخر ، ومن ثقافة إلى ثقافة أخرى هي دعامة هامة من دعائم تميز الفن وتفرده وهي سبب من أسباب الجدل الذي يدور بين المفكرين والفلاسفة ، وحتى عامه الناس حول الفن .

     ولعل جميع الدراسات التي تناولت التذوق الفني تناولته في إطار الخبرة الجمالية وعلاقة الفن بالجمال ، ودور كل من المبدع و المتذوق ، وقد تعددت اتجاهات الكتاب والباحثين في تناولهم للتذوق الفني حسب تنوع تخصصاتهم العلمية ، فمنهم من تناول التذوق , في إطار علم الجمال أو فلسفه الفن , أو من المتخصصين في علم النفس الذين اهتموا بالتذوق كسلوك أو كاستجابة للمثيرات الجمالية والفنية ، وهناك من المتخصصين في التربية من تناول في كتاباته الأهمية التربوية للتذوق الفني كمدخل لتنمية الشخصية المتكاملة المنتمية لمجتمعها والقادرة على التكيف والتفاعل مع الآخرين ، ومن المتخصصين في التربية الفنية من تناول التذوق الفني وأثره على الخبرة الجمالية , والرؤية الفنية ، وذلك من خلال اعتبار التذوق الفني أحد الميادين الأربعة المكونة ( لنظرية التربية الفنية المبنية على الفن بوصفه مادة دراسية DBAE )   ودورالتذوق الفني المتكامل مع بقية محاور وميادين الفن ، وهنالك أكاديميين وكتاب تناولوا التذوق الفني من خلال خصائص وسمات العمل الفني ذاته وأثره على المتلقي أو المشاهد . 

                                                                     محمدالعبدالكريم ،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق