الاثنين، 12 مارس 2012

التذوق الفني :

·       تجربة التذوق :

        يُركز المتذوق وهو يتأمل عملاً فنياً على صفة جمالية أو مفاهيمية معينة ، فيستغرق في النظر إليها لذاتها ، ويصبح هدف الفنان أن يبقي على استجابة المشاهد حساسة تجاه عمله الفني ، من أجل أن يكشف طابعه الجوهري الأكثر خصوبة وتميزاً ، وذلك ما يؤكد على أهمية تنمية الإحساس بالتفرد ، ولكي يتمكن المشاهد من اكتشاف جمال شيء ، عليه أن يتعدى مرحلة الاقتصار في رؤيته على الخصائص الطبيعية ، ليصل إلى المظهر الخاص وإلى الصفات الصورية المتفردة التي تتمثل في الشكل واللون ، والاستمتاع الجمالي في هذه التجربة يتوقف على مقدرة المشاهد على الموائمة بين عواطفه وأفكاره ، وهو يوجه انتباهه إلى التميز الصوري بنضارة وحيوية غير اعتيادية .

    ويتطلب التذوق أن يتوقف المشاهد ليتأمل الجمال بتركيز دون إعاقة لعملية الاتصال المباشر بينه وبين العمل الفني . ولتمييز الصفة الجمالية يقوم المتذوق بعزلها بصرياً عما يحيط بها من باقي الصفات ، وبذلك يتمكن من إدراك فرادتها ، لأن الفن هو الوسيلة للكشف عن تفرد الصفات . ولجعل هذه التجربة أكثر قوة وأكثر حساسية ، يعمل الفنان أثناء كشفه لصفة التفرد إلى التوحيد بين عواطفه والطبيعة ، وبين العام والفردي ، وبين المجرد والمشخص ، بل وإلى التوحيد بين الواقع والقيمة .

  • عطية ، محسن محمد ( 2005م ) : مفاهيم في الفن والجمال . القاهرة : عالم الكتب ، ط1 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق