التذوق الفني هو عملية اتصال تتم بين طرفين أولهما المرسل وهو الفنان ممثلاً في أعماله ، وثانيهما المُستقبل ( المتذوق ) أو المستمتع بتلك الأعمال التشكيلية والمتفاعل معها برؤية تأملية ، وبين الفنان والمُتلقي قناة تواصل ورسالة مُحملة على هذه القناة ، مما يعني قدرة المتلقي على الإحساس بما يتعامل معه من مُدركات بصرية ، وإمكانية الكشف عن ما تتضمنه تلك الأعمال من قيم فنية وجمالية ، وما تعكسه من قيم تعبيرية وأيضاً ما تحمله من مضامين فكرية في شتى جوانب الحياة . فالعمل الفني عبارة عن رموز أو علامات تدل على اتصال الأفكار والقيم .
ويرى البسيوني ( 1989م ) بأن التذوق الفني هو " نوع من التعاطف والاستجابات الوجدانية ، وبأن التذوق عملية تُعبر عن علاقة تعاطف بين الفرد وبين الشيء الذي يستحوذ على مشاعره بما يحمله من سمات جمالية تجعل الإنسان يُحس بالمتعة والارتياح مما يعني أن إعجاب المتذوق بجمال الفن ينتج عن التأثر الوجداني " ويستند البعض في تعريفهم لمفهوم التذوق الفني على أنه ( عملية إدراكية ) وأن التذوق الفني هو عملية إدراكية جمالية يتم فيها نفاذ العين إلى عمق الموضوع للوصول إلى الكيفية الوجدانية للموضوع ، وقد يُعبر عن التذوق الفني بأنه الحساسية للأعمال الفنية ، وذلك من خلال النظرة الفاحصة والتأمل ، وطرح عدد من الأسئلة للتعرف على بعض الممارسات الفنية التاريخية ، حيث تزداد حساسية العقل من النواحي الإدراكية ، والعاطفية ، والمفاهيمية . فالتذوق الفني يرتبط بالإدراك البصري حيث يعمل على كشف ما في الأعمال الفنية من قيم ومعان سامية ، وفهم العناصر والرموز والسلوك المرئي باستجابة فعالة .
وهنالك آراء تُصف التذوق الفني على أنه نوع من الحكم والتفضيل ، وبأن المتذوقين يحكمون على الأعمال الفنية من خلال إصدار عبارات وصفية نقدية لما قد يسرهم أو يُسيئهم ، أو استمتعوا به ، أو ما اعتبروه ذا قيمة فنية مُتميزة . ولعل التمييز بين تفسير وتفضيل أحد الأعمال الفنية ، وعرض المبررات الخاصة حول جودة العمل الفني هو أحد الجوانب الأساسية عند ممارسة التذوق الفني .
محمد العبدالكريم
محمد العبدالكريم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق