يرى بعض النقاد والمحللين بأن التذوق الفني هو عملية معرفية يتم من خلالها تجميع بيانات ومعلومات تُساعد على تكوين إطار فلسفي للمبررات التي يمكن من خلالها تذوق الفن ، فعلى المتذوق أن يتمكن من جمع المعلومات المُتعددة حول كيفية إبداع الأعمال الفنية المختلفة ، وما الذي أدخله الفنان المبدع في تلك الأعمال ، مع ضرورة أن تحتوي تلك البيانات والمعلومات على محاولة اكتساب واستخدام المعرفة المرتبطة بكل من الموضوع الفني والفنان ، والمواد الفنية المُستخدمة ، وأيضاً الإطار التاريخي ، والجوانب المرتبطة بالطراز والأسلوب الفني المُتبع ، وتجميع البيانات والمعلومات يجب أن يهدف إلى استكشاف وتوضيح المفاهيم الرئيسة المستخدمة في وصف الشكل الفني لأحد الأعمال الفنية ، ويشمل ذلك ( الاتزان ، والترابط ، والوحدة ، والإيقاع ، والتكرار ، والانفعال ) .
ومن ناحية أخرى فالتذوق الفني يدعم الشخصية بسلوكيات وأساليب الرؤية والمعرفة والبحث ، مما يعطي العلم والمعرفة جانب الاستمتاع ، ويُضفي على البحث العلمي مهارات جديدة تؤكد قيمته ، واكتساب القدرة على التذوق الفني يحتاج إلى عدة مهارات تستدعي التدريب على استخدام الرموز داخل الأعمال الفنية وتنظيمها في علاقات خاصة تعمل على تنمية القدرة التذوقية ، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى رؤية تلك الأعمال سعياً إلى محاولة تذوق مدلولاتها الضمنية ، حيث تتعدد تلك المدلولات بتعدد جمهور المتذوقين ، فيُضفي متذوق الفن على العمل الفني وجهة نظره الخاصة مُتأثراً بطبيعته النفسية ومعتقداته الدينية والاجتماعية ، والفلسفية ، فيضع للموضوع الفني قيمة من وجهة نظره لم يقصدها الفنان .
وقد يرجع اختلاف الناس في أذواقهم إلى عدة عوامل من أهما شدة الحساسية المتأصلة عند بعضهم ، أو شدة تركيز الانتباه على الموضع عند البعض الآخر ، فضلاً عن اختلاف التربية والبيئة بمعناها الواسع حيث تُعد من الأسباب الهامة لاختلاف الأفراد في تذوقهم الفني ، هذا إلى جانب تأثير تدخل الذكريات في عملية التقدير الجمالي للأشياء .
محمد العبدالكريم ،،
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق