الاثنين، 12 مارس 2012

لفته في التذوق الفني ؟؟

الفن والتعبير :

    يتوقف الإحساس بجمال عمل فني في رأي " شيللر " ( 1759-1815) على مدى اندماج شعور المتذوق مع شكل ذلك العمل الفني ، وقد ظهرت في ذلك العصر النظريات التي عرفت الفن على أنه " تعبير عن إحساس " ، أما كولنجودد  ( 1891- 1943) فيعرف الفن على أنه " تعبير خيالي يتجه نحو المظاهر المتعلقة بالصلات التي تربط بين الأشياء في ذاتها ، وعن ماهيتها المتميزة وطابعها المشخص ، وعندما يحول الفنان عملية الرسم إلى مستوى الرؤية الخيالية ، فسوف يُدرك بفنه الجانب المختفي وراء المظهر ، وكان الشاعر  وردزورث قد تناول الطبيعة في أشعاره وكأنها كائن يُحس ، وكذلك تعامل مع الأشجار والأزهار على أساس أنها تحلم وتتألم .

    وكذلك الفيلسوف الألماني كاسيرر (1874- 1945) والذي تناول الفن في كتابه ( فلسفة الأشكال الرمزية ) على أنه " تعبير عن شعور أو على أنه رمز للشعور " والحقيقة أن الفلاسفة الجماليين يستخدمون ألفاظاً مختلفة ، مثل ( الرمزية ، والتعبير ، والحدس ، والصور ذات الدلالات ) ولكل هذه الألفاظ معان تحتاج دائماً إلى تفسير .
وكان قد نشأ المذهب الرومانسي في القرن التاسع عشر كنوع من التعبير الرمزي المُطلق ، أو كنوع من الكشف النظري الميتافيزيقي ، ويُمثل التعبير العنصر الإنساني في العمل الفني ، وقد تناولت نظرية الفن كتعبير علاقة الفن بالطبيعية  على أساس مبدأ اندماج الفن مع الطبيعة ، والتأكيد على مبدأ الحيوية في الطبيعية .

    ويُفهم الفن على أساس أنه " تعبير " أو بوصفه تدفقاً للروح الإنسانية ، وكنوع من العاطفة ، يصادفه الإنسان في تجربة التأمل ، وهكذا يصبح الحافز للفن نابعاً من صراع الإنسان من أجل تقوية استبصار تأثر به ، ثم يقوم بتجسيده بواسطة التعبير ، وهذا التعريف للفن يُمكن أن يضم أنشطة غير فنية أوغير جمالية  ، رغم تأديتها لمهام تعبيرية ، ولذلك لا يمكننا اعتبارها نوعاً من الفن لأنها لا تُجسد رؤية جمالية أو تعبر عن تميز شكلي أثر في الفنان . وكانت النزعة التعبيرية تتجنب تفسير الفن على أساس نظرية محاكاة النظام الكامن وراء الواقع ، وأرادت أن تفهم الفن على أساس أنه تعبير عن الذات وعن المشاعر ، وأن ما يُعبر عنه الفنان هو ما يعثر عليه في ذاته ، وعندما يُعبر الفنان عن مشاعره فإنه يكون في الوقت نفسه يُعبر عن جانب من العالم والحياة ، لأن مشاعره تتعلق بهما . وللارتقاء بالموضوع الفني إلى مستوى التعبير يتطلب الأمر أن يتمتع ذلك الموضوع بقدر من التميز الجمالي ومن الهيئة الشكلية ، حتى يُمكن للمشاهد أن يُركز على تميزه كشيء مستقل عنا .

عطية ، محسن محمد ( 2005م ) : مفاهيم في الفن والجمال . القاهرة : عالم الكتب ، ط1 .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق